د. تيسير عماري
كلام جلالة الملك امام الاعلام قبل ايام ومطالبته احترام القانون كما نحترمه عند وجودنا في دبي له مدلول كبير عند مغادرتنا المطار وهبوطنا في أي دولة نتقيد باحترام قانون أي دولة ندخلها ابتداءً من المطار.
كيف ولماذا نقوم في ذلك في حين ونحن في الاردن لا نحترم القانون تماماً عندما نشارك في تشييع اي جنازة نتقرب الى الله ونحن في قرب المقابر وبعد مغادرتنا نعود وننسى الله ونعود الى تصرفاتنا العادية هذه الظاهرة تحتاج الى دراسة ومعرفة الاسباب إذ من غير المعقول عندما نكون في الخارج نصبح مواطنين مثاليين وفي الوطن ننسى المثالية هل لأننا نستهتر في قوانين البلد ولا نحسب لها حساب، أم أن قوانيننا «حيطها واطي» أي اننا نعتمد على الواسطة والمحسوبية في حال عدم احترامنا للقوانين وبأن العقاب سينتهي بشرب فنجان قهوة وغيرها اعتقد ان الاحتمال الاخير هو السبب الرئيسي بعدم احترامنا للقانون.
الواسطة والمحسوبية تدخل في كل شؤوننا الداخلية من تعيين الوظائف الى الجاهات وفنجان القهوة الى الاسراع في معاملة في الدوائر الحكومية الى الى..
احترام القانون وفرض سيادته يجب ان يكون على الكبير مثل الصغير على الكبير مهما علا شأنه وموقعه إن كان مسؤولاً كبيراً او شيخاً أو صاحب جاه ومال والوظيفة يجب ان تعطى للذي يستحقها وليس لأبناء الذوات.
عندما يطبق هذا النهج يدرك المواطن ان القانون يطبق على الجميع وننتهي من مقولة محمد يرث ومحمد لا يرث، عندها يدرك المواطن ان الجميع سواسيه تحت القانون ويدرك ان المواطنة الحقيقية مصانة مما يساهم في تعزيز الانتماء للوطن، وعندما يعاقب قاتل الشرف وقاتل البشر على الطرق نتيجة استهتاره بحياة المواطنين وعندما يعاقب البلطجي في الجامعات والمدارس الذي يعرف ان نتيجة بلطجته ستكون في الجاهات والواسطات وغيرها عندما يطبق القانون بحزم سيقف المواطن مطولاً قبل اي محاولة لعدم احترام القانون.
جلالة الملك يطالب دائماً باحترام وسيادة القانون وعلى سلطات الدولة ومؤسساتها ان تعمل على احترام وسيادة القانون والمسؤولية الاولى تقع على الحكومات ومجالس النواب والسلطة القضائية، اما ان نستمر في مشاهدة وزير او نائب يتواسط لحل مشكلة المعتدي على القانون سيستمر المواطن في نهجه في الخارج لا توجد عندهم واسطة ومحسوبية يوجد عندهم قانون وعقاب لذلك عندما نهبط في اي مطار خارجي نحترم قوانين البلد لأنه لا يوجد شيخ أو مسؤول لكي يحل لنا المشكلة.